Image Not Found

أكاذيب

حسين بن عبدالخالق اللواتي

أكاذيبهم سلسلة لا تنتهي من طمس الحقائق، وتحريف الطيب الديني، إلى السيء الشيطاني.
هناك أدلة كثيرة على ذلك، هذه المرة سنتكلم عن معتقدات الفراعنة الدينية عن الآخرة، وكيف حولها ويحولها العلماء اللادينيون إلى مجرد خرافات وأساطير:

بحثت فيما يسمى ب”كتاب الأموات” في الحضارة المصرية القديمة، فوجدت أن المصريين كتبوا ما يقارب من مئات الألوف من النسخ من هذا الكتاب الهام جدا لديهم، وهناك نسخا منه مصورة ومحفورة على كل الآثار المصرية من الأهرامات والتوابيت والجدران والأعمدة وعصا الملك وو.

وكانوا يحرصون أن يدفنوا مع هذا الكتاب المقدس، ملكهم وغنيهم وعاميهم وقواد الجيش والمسؤلين الكبار والكل منهم يحرص أشد الحرص أن تدفن معه في قبره نسخة من هذا القرآن.

* يقولون عنه كتاب الأموات، وفي الحقيقة إسمه كتاب الآخرة.
أحسن النسخ وأكملها وأجملها خطا وصورا وترتيبا هي نسخة تسمى بلفافة آني، أكتشفت في عام ١٨٨٧ ميلادي، وكتبت في عام ١٢٥٠ سنة قبل الميلاد، وموجودة في المتحف البريطاني الآن.
وللأسف فإن البريطانيون سرقوا هذه المخطوطة النادرة، والتي هي مكتوبة على لفافة من ورق البردي، والملونة بأجمل ألوان، وبقيت كما هي، بالرغم من مرور ٣ ألف سنة عليها.
واللفافة طويلة جدا، وللأسف قطعوها إلى قرابة ١٠٠ قطعة، بحيث لا يمكن معرفة تسلسل القطع.

* آني صاحب هذا الكتاب اللفافة هو النبي يوسف بنفسه، كما تدلل كل المعلومات عليه، ولكنهم يقولون إنه كان كاتبا ومحاسب الملك، وكان يشتري ويخزن القمح المصري بالنيابة عن الدولة المصرية.
يقولون بأن هذا الكتاب يتكلم عن رحلة الأموات في العالم السفلي بعد الموت، يعني في عالم البرزخ، وتارة يقولون بأنه يصف رحلة الأرواح بعد قيامها من الموت، لتقدم حساب أعمالها للآلهة.
طبعا المقصود هو الحساب في يوم القيامة، والمقصود بالآلهة هو مجاميع من الملائكة، ولكنهم يقلبون الحقائق لإظهار المصريين كلادينيين أو عباد آلهة متعددين، من دون الله الواحد.

* يقولون بأن كتاب الآخرة يحتوي على قرابة ١٦٨ تعويذة، تستطيع حرق الوحوش والقضاء على الأرواح الشريرة التي تطارد الأموات في العالم السفلي، والحقيقة إنها ليست تعاويذ، بل قرآن به سور وآيات قرآنية.

* والواقع كما نرى فإن كتاب الآخرة هو كتاب ديني مقدس لدى قدماء المصريين، مثل القرآن لدى المسلمين، والإنجيل لدى المسيحيين، بل هو قرآن المصريين، لهذا كانوا يحرصون أن يدفنوا مع نسخة من قرآنهم، وهو أول كتاب ديني مخطوط في العالم.
ولا يقولون أن كتاب الآخرة المصري هو أصل التوراة والإنجيل، وأن كل المعتقدات المسيحية واليهودية والهندوسية جاءت منه أصلا، لأن الذي كتبه في البدء هو النبي يوسف بنفسه، ثم من بعده أضاف إليه النبي موسى، وأخوه النبي هارون، وكل هؤلاء جاؤوا قبل الهندوسية واليهودية والمسيحية والإسلام.

* يبين هذا الكتاب بأن الإنسان يتم حسابه في يوم القيامة، عن أعماله في الدنيا، وبناء على أعماله في الدنيا يذهب للجنة لينعم للأبد، أو إلى النار ليعذب طويلا أو أبدا، ولكنهم يحرفون كل ذلك، أو يخفونه، في كلمات وتعليلات وإدعاءات ملفقة.
* يقولون بأن الأرواح عند قيامها وحسابها، لديها كتاب الموت هذا، وبه تستطيع خداع الآلهة عند الحساب، والواقع فإن هذه الأرواح لديها كتاب أعمالها في الدنيا، يعطى لها عند قيامها بعد الموت، وبناء عليه يتم حسابها في الآخرة، في يوم الحساب، وهي كلها مفاهيم صرفة، في الأديان السماوية التوحيدية، كما نعلم جيدا.

* هناك ٤٢ سؤالا أساسيا يجب أن يجاوب عنه الإنسان في يوم الحساب، تسمى “إعترافات الإنكار”، وهي: إنه لم يقتل، ولم يزني، ولم يسرق، ولم يظلم، ولم يكذب، وو.
ولكنهم يعتمون على هذه الأسئلة الدينية الهامة، لكي لا يتبين أنها هي نفس النواهي العشرة (Ten Commandments)، التي جاءت في الواح موسى، ويؤمن بها اليهود والمسيحييون والمسلمون ايضا، وهي خلاصة كل الأديان السماوية.

* بعد هذه الأسئلة ال ٤٢ يأتي وزن قلب الإنسان، مع ريشة طير خفيفة، فلو كان قلبه خفيفا ذهب للجنة، ولو كان ثقيلا ذهب للنار والعذاب والخزي، أمام الله والناس.
ولكنهم كعادتهم في التحريف والتضليل والفبركة والكذب والدجل يسمون الجنة بحقل الغاف، والنار عبارة عن وحش متركب من جميع الوحوش، ليشوهوا أمام الناس هذه المعتقدات الدينية السماوية، التي هي أصل اليهودية والمسيحية والإسلام وجميع الديانات.